فصل: تفسير الآية رقم (6):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (13):

{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13)}
{لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً} خوفاً {فِي صُدُورِهِمْ} أي المنافقين {مِنَ الله} لتأخير عذابه {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ}.

.تفسير الآية رقم (14):

{لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)}
{لاَ يقاتلونكم} أي اليهود {جَمِيعاً} مجتمعين {إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ} أسوار وفي قراءة جدران {بَأْسُهُمْ} حربهم {بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً} مجتمعين {وَقُلُوبُهُمْ شتى} متفرقة خلاف الحسبان {ذلك بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (15):

{كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15)}
مثلهم في ترك الإِيمان {كَمَثَلِ الذين مِن قَبْلِهِمْ قَرِيباً} بزمن قريب وهم أهل بدر من المشركين {ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ} عقوبته في الدنيا من القتل وغيره {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (16):

{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)}
مثلهم أيضاً في سماعهم من المنافقين وتخلفهم عنهم {كَمَثَلِ الشيطان إِذْ قَالَ للإنسان اكفر فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّى بَرِئ مِّنكَ إِنّى أَخَافُ الله رَبَّ العالمين} كذباً منه ورياء.

.تفسير الآية رقم (17):

{فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)}
{فَكَانَ عاقبتهما} أي الغاوي والمغوي وقرئ بالرفع اسم كان {أَنَّهُمَا فِي النار خالدين فِيهَا وَذَلِكَ جزاؤا الظالمين} الكافرين.

.تفسير الآية رقم (18):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ اتقوا الله وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} ليوم القيامة {واتقوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)}
{وَلاَ تَكُونُواْ كالذين نَسُواْ الله} تركوا طاعته {فأنساهم أَنفُسَهُمْ} أن يقدموا لها خيراً {أولئك هُمُ الفاسقون}.

.تفسير الآية رقم (20):

{لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)}
{لاَ يَسْتَوِى أصحاب النار أصحاب الجنة وأصحاب الجنة هُمُ الفائزون}.

.تفسير الآية رقم (21):

{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}
{لَوْ أَنزَلْنَا هذا القرءان على جَبَلٍ} وجعل فيه تمييز كالإِنسان {لَّرَأَيْتَهُ خاشعا مُّتَصَدِّعاً} متشققاً {مِّنْ خَشْيَةِ الله وَتِلْكَ الأمثال} المذكورة {نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} فيؤمنون.

.تفسير الآية رقم (22):

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)}
{هُوَ الله الذي لاَ إله إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغيب والشهادة} السرّ والعلانية {هُوَ الرحمن الرحيم}.

.تفسير الآية رقم (23):

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)}
{هُوَ الله الذي لاَ إله إِلاَّ هُوَ الملك القدوس} الطاهر عما لا يليق به {السلام} ذو السلامة من النقائص {المؤمن} المصدّق رسله بخلق المعجزة لهم {المهيمن} من هَيْمَنَ يهيمن إذا كان رقيباً على الشيء، أي الشهيد على عباده بأعمالهم {العزيز} القوي {الجبار} جبر خلقه على ما أرادَ {المتكبر} عما لا يليق به {سبحان الله} نزّه نفسه {عَمَّا يُشْرِكُونَ} به.

.تفسير الآية رقم (24):

{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}
{هُوَ الله الخالق البارئ} المنشئ من العدم {المصور لَهُ الأسماء الحسنى} التسعة والتسعون الوارد بها الحديث، والحسنى مؤنث الأحسن {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السماوات والأرض وَهُوَ العزيز الحكيم} تقدم أولها.

.سورة الممتحنة:

.تفسير الآية رقم (1):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ} أي كفار مكة {أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ} توصلون {إِلَيْهِمُ} قصد النبي صلى الله عليه وسلم غزوهم الذي أسرَّه إليكم وَوَرَّى بحُنَيْن {بالمودة} بينكم وبينهم، كتب حاطب بن أبي بلتعة إليهم كتاباً بذلك لما له عندهم من الأولاد والأهل المشركين فاستردّه النبي صلى الله عليه وسلم ممن أرسله معه بإعلام الله تعالى له بذلك وقبل عذر حاطب فيه {وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءَكُمْ مِّنَ الحق} أي دين الإِسلام والقرآن {يُخْرِجُونَ الرسول وَإِيَّاكُمْ} من مكة بتضييقهم عليكم {أَن تُؤْمِنُواْ} أي لأجل أن آمنتم {بالله رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جهادا} للجهاد {فِي سَبِيلِى وابتغاء مَرْضَاتِى} وجواب الشرط دل عليه ما قبله أي فلا تتخذوهم أولياء {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بالمودة وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ} أي إسرار خبر النبي إليهم {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السبيل} أخطأ طريق الهدى والسواء في الأصل الوسط.

.تفسير الآية رقم (2):

{إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)}
{إِن يَثْقَفُوكُمْ} يظفروا بكم {يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} بالقتل والضرب {وَأَلْسِنَتَهُمْ بالسوء} بالسب والشتم {وَوَدُّواْ} تمنوا {لَوْ تَكْفُرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (3):

{لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)}
{لَن تَنفَعَكُمْ أرحامكم} قراباتكم {وَلاَ أولادكم} المشركون الذين لأجلهم أسررتم الخبر من العذاب في الآخرة {يَوْمَ القيامة يَفْصِلُ} بالبناء للمفعول والفاعل {بَيْنِكُمْ} وبينهم فتكونون في الجنة وهم في جملة الكفار في النار {والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (4):

{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)}
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ} بكسر الهمزة وضمها في الموضعين، قدوة {حَسَنَةٌ فِي إبراهيم} أي به قولاً وفعلاً {والذين مَعَهُ} من المؤمنين {إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَآؤُاْ} جمع بريء كظريف {مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله كَفَرْنَا بِكُمْ} أنكرناكم {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العداوة والبغضاء أَبَداً} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية واواً {حتى تُؤْمِنُواْ بالله وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إبراهيم لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} مستثنى من (أسوة) أي فليس لكم التأسي به في ذلك بأن تستغفروا للكفار وقوله: {وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ الله} أي من عذابه وثوابه {مِن شَئ} كنى به عن أنه لا يملك له غير الاستغفار فهو مبني عليه مستثنى من حيث المراد منه وإن كان من حيث ظاهره مما يتأسى فيه {قٌلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ الله شَيْئًا} واستغفاره له قبل أن يتبين {لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لله} [114: 9] كما ذكرنا في براءة {رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المصير} من مقول الخليل ومن معه أي وقالوا.

.تفسير الآية رقم (5):

{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)}
{رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ} أي لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتنوا، أي تذهب عقولهم بنا {واغفر لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم} في ملكك وصنعك.

.تفسير الآية رقم (6):

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)}
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ} يا أمة محمد جواب قسم مقدر {فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ} بدل اشتمال من (كم) بإعادة الجار {يَرْجُو الله واليوم الأخر} أي يخافهما أو يظن الثواب والعقاب {وَمَن يَتَوَلَّ} بأن يوالي الكفار {فَإِنَّ الله هُوَ الغنى} عن خلقه {الحميد} لأهل طاعته.

.تفسير الآية رقم (7):

{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7)}
{عَسَى الله أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الذين عَادَيْتُم مِّنْهُم} من كفار مكة طاعة لله تعالى {مَّوَدَّةَ} بأن يهديهم للإِيمان فيصيروا لكم أولياء {والله قَدِيرٌ} على ذلك وقد فعله بعد فتح مكة {والله غَفُورٌ} لهم ما سلف {رَّحِيمٌ} بهم.

.تفسير الآية رقم (8):

{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)}
{لاَّ ينهاكم الله عَنِ الذين لَمْ يقاتلوكم} من الكفار {فِي الدين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دياركم أَن تَبَرُّوهُمْ} بدل اشتمال من الذين {وَتُقْسِطُواْ} تفضوا {إِلَيْهِمُ} بالقسط، أي بالعدل وهذا قبل الأمر بجهادهم [5: 47] {إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين} العادلين.

.تفسير الآية رقم (9):

{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)}
{إِنَّمَا ينهاكم الله عَنِ الذين قاتلوكم فِي الدين وَأَخْرَجُوكُم مّن دياركم وظاهروا} عاونوا {على إخراجكم أَن تَوَلَّوْهُمْ} بدل اشتمال من الذين أي تتخذوهم أولياء {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فأولئك هُمُ الظالمون}.

.تفسير الآية رقم (10):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ إِذَا جَاءَكُمُ المؤمنات} بألْسُنِهِنَّ {مهاجرات} من الكفار بعد الصلح معهم في الحديبية على أن من جاء منهم إلى المؤمنين يُرَدُّ {فامتحنوهن} بالحلف أنهنّ ما خرجن إلا رغبة في الإِسلام لا بغضاً لأزواجهنّ الكفار ولا عشقا لرجال من المسلمين كذا كان صلى الله عليه وسلم يحلفهن {الله أَعْلَمُ بإيمانهن فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ} ظننتموهنّ بالحلف {مؤمنات فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ} تردّوهنّ {إِلَى الكفار لاَهُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَهُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَءَاتُوهُم} أي أعطوا الكفار أزواجهنّ {مَّا أَنفَقُواْ} عليهنّ من المهور {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ} بشرطه {إِذَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} مهورهنّ {وَلاَ تُمْسِكُواْ} بالتشديد والتخفيف {بِعِصَمِ الكوافر} زوجاتكم لقطع إسلامكم لها بشرطه أو اللاحقات بالمشركين مرتدات لقطع ارتدادهنّ نكاحكم بشرطه {وَسْئَلُواْ} اطلبوا {مَا أَنفَقْتُم} عليهنّ من المهور في صورة الارتداد ممن تزوجن من الكفار {وَلْيسْئَلُواْ مَا أَنْفَقُواْ} على المهاجرات كما تقدم أنهم يؤتونه {ذَلِكُمْ حُكْمُ الله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} به {والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.